الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، بعد الشهادتين، وهي عمود الدين، بها يتميّز المسلم عن غيره، وهي صلة بين العبد وربه، والصلوات المكتوبة خمس صلواتٍ وهي:
وهناك صلواتٌ نافلةٌ، يؤدّيها المؤمن ابتغاء وجه الله، وفيها الأجر العظيم، فالله تبارك وتعالى يكافئ من داوم على النوافل بحبّ الله له، ومن هذه الصلوات:
إن صلاة الفجر هي من أعظم الصلوات المفروضة على المسلم، وذلك لما لها من فضلٍ عظيمٍ على وأجرٍ كبير يؤتيه الله عباده الصالحين، وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة تبيّن فضل صلاة الفجر، وأهميّتها في الإسلام، قال الله تعالى: "وقرآن الفجر، إنّ قرآن الفجر كان مشهوداً"، أي أن صلاة الفجر تشهدها الملائكة، فيا له من أمر عظيم.
وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "من صلّى البرديْن دخل الجنّة"، والبردين: صلاة الفجر، وصلاة العصر، فمن حافظ على هاتين الصلاتين في أوقاتهما مع الجماعة، شهدت له ملائكة الرحمن عند الله.
فما هو وقت الفجر؟ ولمَ هذه الأهميّة الكبيرة للفجر؟ وكيف أحافظ عليها؟ كل ذلك سنتناوله بشيءٍ من التفصيل إن شاء الله.
إن وقت صلاة الفجر يدخل منذ طلوع الفجر، أي بيان البياض في الأفق، وإلى ما قبل شروق الشمس، ويستحسن للمصلي أن يؤخر في صلاة الفجر من عشرين دقيقة إلى نصف ساعة من طلوع الفجر، فذلك تبعاً لسنّة الحبيب محمّد عليه أفضل السلام أتمّ التسليم.
فضل صلاة الفجر
إن لصلاة الفجر فوائد جمّةٍ، ولعلّ أهمّها:
أصلي كل الصلوات جماعة إلا الفجر لا أصحو من نومي لها
الكثير الكثير من شباب المسلمين ينامون عن صلاة الفجر، ويقولون رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ، ولكنّهم لا يشعرون بمدى خطورة هذا الأمر، فالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال: "ليس صلاةٌ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلموا ما فيهما لأتوهما ولو حبواً"، فمن هذا الحديث يتّضح الخطر الحقيقي على شباب المسلمين، فصلاة الفجر وصلاة العشاء تميّز المؤمن من المنافق، فواحسرتاه على من أضاع الفجر.
النوم يغلبني فلا أستيقظ إلّا بعد طلوع الشمس، فماذا أفعل
أولاً عليك يا عبدالله أن تستعين بالله، وتدعوا لأن يهديك إلى الحق، ويثبّتك على صراطه المستقيم، ثم إنّه لواجب عليك أن تجاهد نفسك على أن تستيقظ للصلاة، فإن لم تستطع فعليك النوم مبكّراً إلى أن تعتاد على الاستيقاظ للصلاة، فإن اعتدت على الاستيقاظ للصلاة، فلا بأس إن سهرت لقيام الليل، وإلّا فالفريضة أولى.
كيف أواظب على صلاة الفجر في جماعة
سؤال يجول في بال الكثير من الشباب ممّن يبحثون عن طريق الاستقامة والصلاح، فما هي الطريقة التي يمكن للإنسان أن يتّبعها للمواظبة على صلاة الفجر؟
وقفة مع تاركي الصلاة
لقد بيّنا فضل صلاة الفجر، وتحدثنا عن خسارة من يضيّعها، أو يأخّرها، فما بالنا بمن أضاع الصلوات جميعها؟ ما بالنا بأناس لم يسجدوا لله أعواماً؟
يا أيّها المسلم الذي تركت الصلاة، أما علمت بأنّك أخللت بركن من أركان الإسلام؟ أما علمت بأنّ ما يميّز المسلم من الكافر الصلاة؟
لا تخدع نفسك وتقول تكاسلاً، فمن عاش على شيءٍ مات عليه، ومن مات على شيءٍ بُعث عليه، فسارع إلى التوبة قبل أن تدعى إلى السجود فلا تستطيع، فلا زالت الفرصة أمامك، لا تسوّف ولا تؤجّل.
ختاماً
وفي الختام لا بدّ لنا من وقفة جادّة مع أنفسنا، نعيد بها حساباتنا، لتنهض أمّتنا من سباتها العميق، فوالله ما ذلّت هذه الأمة من بعد العزة إلّا لبعدها عن دين الله، فيجب علينا جميعاً أن نبدأ بالتغيير، ولكن أيّ تغيير؟ تغيير أنفسنا، فالله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فعلينا بحبل الله والاعتصام به، لا يجب أن ندع المساجد تبكي من قلة المصلين، يجب أن نعمّر مساجد الله، خاصّة صلاة الفجر التي من عظم شأنها أقسم بها الله، وباسمها سورة كاملة في القرآن، قال الله تعالى: "والفجر وليالٍ عشر". أسأل الله الكريم، ربّ العرش العظيم، أن يعيد للإسلام عزّه، وأن يجعل ممّن يقرأون هذه السطور من يقرر التغيير، ويعلنها توبةً لله، وصلّ اللهم وسلم وبارك على حبيبك خير الخلق محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وبارك وسلّم.
المقالات المتعلقة بطريقة صلاة الفجر